Wednesday, August 24, 2011

اربط بلاءك


اربط بلاءك 

 اذا شاء المشافي فالدواء سيداوينا وسنشفى ، وإن لم يشأ فدائنا ليس له دواء  ، وإن تسلط القوي علينا واشتد أذاه وضاقت حيلنا وعجزنا عن دفع الضرر ، فهذا هو الوقت المناسب لنتعلَم ونتقرب !
إن المصيبة هي أفضل وقت لنعلم أن الله هو من أبرءها وأنه هو القوي وهو القادر وهو المانع وهو المشافي فإن كثرت الديون وأقفل كل باب طرقناه ، فهذا الوقت لنطرق باب الرزاق. ولأننا بالرخاء ننسى خالقنا والمصائب هي من تذكرنا بالله - إن نفعت الذكرى - فهي عملة  ذات وجهين ، وجه قبيح كلما رمانا الدهر بمصيبة وقعت المصيبة على وجهها القبيح ووقعت عيوننا على هذا الوجه مباشرة لكن وجهها الجميل موجود ولا يمكن لنا نراه دون عناء البحث عنه ومشقة للوصول اليه .

 رغم محاولاتنا المتكررة للخروج من المصيبة والبحث عن مخرج ، إلا أننا نفشل لضعف في إيماننا وليس لضعفً  في قوتنا في محاولة الخروج ، فلو أننا علمنا أنها  بموافقة العليم  الخبير ، لحاولنا الخروج منها بمخاطبة من وافق عليها "مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " .
بعضنا ينسى أن الله سبحانه كله خير وأفعاله خير ، والباحث عن الخير الذي أراده الله لنا سيقوده إيمانه له, فعقلنا يرفض أن ينسب الشر لله فالله هو الخيرٌ كلّ الخير ، ولذا نتسائل عن المقصد من إبراء الله لمصيبتنا التي فيها الشر ، فإن عرفناه إطمئننا به وحتى لو جهلنا المقصد من موافقته لأن يمسّنا الضرر ، يبقى أعظم الخير أن نتعرف على ربنا في الشدائد وندعوه أن يكشف عنّا  ونبحث  عن اسمائه وصفاته التي تلامس حاجتنا مثل الشافي والرزاق والوهاب والجواد والكافي واللطيف والحسيب فعلمنا بربنا سيرفعنا في جنته ، ويقربنا من مرضاته وهو سبب خلودنا في النعيم ، بينما المصائب ضرر مؤقت وزائل .

في مجلس أدب ، جلست يوما أبدي تعليقاً حول مهارات إدارية يجب إستخدامها في علاج مشاكلنا اليومية  ، وكان من ضمن حضور المجلس ، رجل دين إلتقيته مرّتين أو ثلاث ، فتكلّم عن أذى يصيبه في عمله من رجل يرأسه ومتسلط عليه من خمسة عشرة سنة ، لا يكاد يمضي يومٍ في رفقته إلا وقد أهانه وسخر منه ، وطلب مني حلاً إداريا لها فسكت وتكلّم غيري ، وكان بجانبي فالتفتّ اليه بعد أن علّق الآخرون خافضا صوتي وقلت له  ، هل تقبلُ النصيحة  ، قال نعم تفضل ، قلت : هل أنت إمام مسجد ، قال : نعم ، قلت : وما منعك من الرد عليه ، فقال آنني اخاف على رزقي ، قلت له : أتعلم أن من سلّطه عليك لن يتركك الا ان تؤمن حق الايمان أنه هو الرزاق ، ويريد منك أن تتوكل عليه حق التوكل  وتوقن انه هو المعطي ، وأنه عطائه لك لن يمنعه أحد ، ثم قلت في نفسي :إن الله لم يرض له أن يراه يذكّر الناس بالرزاق دون أن يقدم الدليل على إيمانه .
 وسنبقى ندور في فلك البلاء  "الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنونلكن بعضنا لا يربطه بعلم ربه ولذا فهو لا يبحث وسط ابتلائه عن حكمة الحكيم.مقال آخر








Wednesday, August 10, 2011

أصلح أولوياتك تنصلح أحوالك

كان محمد ذاهب  ليلبي   طلبات اطفاله ، أتاه أتصال ، إنها أمه لتطلب منه شراء خبزاً، فاعتذر بعدها اتصلت أمه على  أخيه فوجدته  في فراشه متهيأ لقيلولة ، ثم آتصلت على الثالث فابتدئها قائلا ليس عندي شيئ مهم، بالرغم انه أكثرهم انشغالا وأحضر لها الخبز، بالرغم من ان الاخوان الثلاثة لم يعدّوا قائمة باولوياتهم في الحياة الا انها بكل  تاكيد موجودة
و قائمة الاولويات هي القائمة التي  نقوم بترتيبها في حياتنا حسب رغباتنا ثم تقوم بترتيبنا حسب  رغباتها ، وهي  القائمة التي  نقوم بإعدادها في ايام ثم تقوم باعدانا لعشرات السنوات ، لذلك يجب  اعادة النظر قبل اعتمادها ، ليس هذا فحسب بل أن  أهمية هذه القائمة تتلخص بانها محور الحياة ، فالحياة  تدور حولها ، فالحياة لعبة كراسي متكررة ، تدور حول  مفهوم التضحية والتضحية المقصودة هي  التضحية باحد الاولويات ،فعندما اتصلت ام محمد على ابنها محمد كانت أمه في أولوياته أقل  من أبناءه، أما الابن الثاني  كانت راحته أعلى من خبز أمه ووكلاهما أختارالتضحية  في طلب أمه بدلا من راحته لسبب بسيط انها اهم لديه و بكل  تاكيد أن لكل  منهما أعذار ،
لأن الله هو علام الغيوب ، ولأنه خبير ولانه عليم فأنه سبحانه يرى أولوياتنا ، ويعلم ترتيبنا ، ويعلم في أي منزلة أنزلناه منها، تبارك وتعالى ، فالام أعظم ما أوصانا به فمن يعظم الله في قلبه يجعلها  أولا في أولوياته ، ومنهم من يعظمه قولا الا أن التضحية باولوياته الاخرى أمر ليس له وجود  في حياته ، كأن يضحي بمال  فيه شبهة من أجل الله .
وتدور لعبة الكراسي  في  حياتنا من أول ما نصبح ، فلا نجد موقف سيارة امام دارنا فتكون نتيجة لعبة الكراسي هو جلوس راحتنا على الكرسي  وخروج حق الجار من اللعبة ، و نتضايق من كلمه فيجلس الانتقام ونرد ، ويخرج من لعبة الكراسي الحلم ،  ونبيع أمرا ما فيجلس الربح العاجل المخلوط بشبهة كذب أو عدم توضيح خلل المبيع ويخرج من اللعبة المال الحلال
وقد ظللت لاعوام أراقب  كثير من الناس كيف  يرتبون أولوياتهم وما هو شكل هذه القائمة وقد وجدت العجب العجاب ، وجدت أن أغلب الناس  يجلس على رأس هذه القائمة المال ،واختلفوا في الباقي فبعضهم تركواالترتيب  الثاني  والثالث  الى العشرين فارغا وفي المنزلة الواحد والعشرين تجد الله - سبحانه وتعالى  وبعضهم تجد الله بعد الراحة ، والاصحاب ،والزوجة والاولاد ، ولم يعلموا انه الله يرى؟! ويعلم ! ، وذلك بسبب ضعف الايمان بالله فلو آمن بالله وقوى ايمانه لتغيرت أولوياته
أدهشني احد الصالحين بأيمانه الراسخ عندما تصدق  بكل  ماله ، ولم يترك لاولاده مالا ،فسأل عن ذلك فأجاب أنني  أدخرت مالي عند ربي وأدخرت ربي لاولادي ، فمن أصلح آولوياته وجعل الله أولا أصلح الله حياته


عبدالله عبداللطيف الابراهيم
http://www.facebook.com/profile.php?id=100002123024405 https://twitter.com/#!/boslaeh

Tuesday, August 2, 2011

أسعدهم أقعدهم

 عندما ترافق أحد أصحابك  متوجهين الى وجهة ما ، فمن الطبيعي أن تلاحظ أن الطريق الافضل ليس هو الطريق الأفضل لصاحبك فالطريق المحبب له  هو الطريق  الذي هو يعلمه أو اعتاد عليه ، وليس بالضرورة أن فعلاً هو طريق مختصر أو   أقرب ولربما كان هو الأبعد ،   ولكنه بكل  تأكيد مريح لصاحبك ، فكلٌ  منا يحب  أن  يبقى قريباً مما يعلم
هل  تحب أن تلعب  الجولف ؟ اذا كنت لا تعلمها جيدا فمأكد انك لا تحبها، وهكذا امور الحياة
عندما يتعلم الانسان أمر ما فانه يلتصق  به ، فمن يحب صيد السمك لا يحاول أن يبحث عن هواية اخرى ومن يقرأ كتب القصص يحاول  أن يبحث  عن قصص جديدة ،  لكن المحصلة النهائية بعد  مرور السنوات ستكون قليلة لانه لم يضيف الى معلوماته الجديد ، وقد  أعجبتني  مقولة أن من يقرأ  ما يحب  لن يتعلم ابدا
لكن لماذا نحب  ما نعلم ؟ ، أوبعبارة أخرى  لماذا لا نحب  المجهول ؟
الجواب  بسيط  ، إن  المجهول لن يتم علمه الا بالتعلم ، والجميع متفق على أن عملية  التعلم مزعجة
فلذلك نحب  آن نبقى مع ما نعلم ولا نحب  مفاجآت المجهول ، لكني  وجدت أن الانسان مجبر على التعلم
فمثلا قد تعمل بوظيفة مع شخص متسلط ، وانت لم تتعلم التعامل  مع اشخاص  هكذا ، او تتعامل مع احدى والديك ويكون سريع الغضب ، أو تضطر لان تحمل  هاتفا محمولا به تفاصيل  ومعلومات كثيرة ، فتجبر على التعلم كيف  تتعامل  مع اشخاص آو اجهزة أو ظواهر معينه ، وهنا يتوجب  عليك الجلوس  على  كرسي التلميذ لتتعلم مجددا ، وتعود لسؤال الاسئله التي  قد  تجاب  وقد لا تجاب  فتبحث  عن أجابتها ، أن الجلوس على كرسي التلميذ هو ما نكره في المجهول  فاننا لا نكره   المجهول  لذاته ولكننا نكرهه بسبب  اسلوب  الوصول  الى المعلومة
أن  أعظم ما يقدم  المرء لنفسه من هدية أن يعلمها الجلوس والاعتياد على هذا الكرسي
وقد تيقنت أن أكثر الناس شقاء وهمّا وحزنا وضيقا هم أكثرهم قياما عن كرسي التلميذ، و أسعدهم أقعدهم ، فانهم يستبدلون الجلوس  على الكرسي بذم المدرس الذي  يعلمهم ، وكلنا نعلم ان الحياة هي  آكبر مدرسة، وان من يزعجوننا في الحياة هم أكبر مدرسيها


عبدالله عبداللطيف الابراهيم
http://www.facebook.com/profile.php?id=100002123024405
او تابعني علي تويتر
https://twitter.com/#!/boslaeh