Tuesday, August 2, 2011

أسعدهم أقعدهم

 عندما ترافق أحد أصحابك  متوجهين الى وجهة ما ، فمن الطبيعي أن تلاحظ أن الطريق الافضل ليس هو الطريق الأفضل لصاحبك فالطريق المحبب له  هو الطريق  الذي هو يعلمه أو اعتاد عليه ، وليس بالضرورة أن فعلاً هو طريق مختصر أو   أقرب ولربما كان هو الأبعد ،   ولكنه بكل  تأكيد مريح لصاحبك ، فكلٌ  منا يحب  أن  يبقى قريباً مما يعلم
هل  تحب أن تلعب  الجولف ؟ اذا كنت لا تعلمها جيدا فمأكد انك لا تحبها، وهكذا امور الحياة
عندما يتعلم الانسان أمر ما فانه يلتصق  به ، فمن يحب صيد السمك لا يحاول أن يبحث عن هواية اخرى ومن يقرأ كتب القصص يحاول  أن يبحث  عن قصص جديدة ،  لكن المحصلة النهائية بعد  مرور السنوات ستكون قليلة لانه لم يضيف الى معلوماته الجديد ، وقد  أعجبتني  مقولة أن من يقرأ  ما يحب  لن يتعلم ابدا
لكن لماذا نحب  ما نعلم ؟ ، أوبعبارة أخرى  لماذا لا نحب  المجهول ؟
الجواب  بسيط  ، إن  المجهول لن يتم علمه الا بالتعلم ، والجميع متفق على أن عملية  التعلم مزعجة
فلذلك نحب  آن نبقى مع ما نعلم ولا نحب  مفاجآت المجهول ، لكني  وجدت أن الانسان مجبر على التعلم
فمثلا قد تعمل بوظيفة مع شخص متسلط ، وانت لم تتعلم التعامل  مع اشخاص  هكذا ، او تتعامل مع احدى والديك ويكون سريع الغضب ، أو تضطر لان تحمل  هاتفا محمولا به تفاصيل  ومعلومات كثيرة ، فتجبر على التعلم كيف  تتعامل  مع اشخاص آو اجهزة أو ظواهر معينه ، وهنا يتوجب  عليك الجلوس  على  كرسي التلميذ لتتعلم مجددا ، وتعود لسؤال الاسئله التي  قد  تجاب  وقد لا تجاب  فتبحث  عن أجابتها ، أن الجلوس على كرسي التلميذ هو ما نكره في المجهول  فاننا لا نكره   المجهول  لذاته ولكننا نكرهه بسبب  اسلوب  الوصول  الى المعلومة
أن  أعظم ما يقدم  المرء لنفسه من هدية أن يعلمها الجلوس والاعتياد على هذا الكرسي
وقد تيقنت أن أكثر الناس شقاء وهمّا وحزنا وضيقا هم أكثرهم قياما عن كرسي التلميذ، و أسعدهم أقعدهم ، فانهم يستبدلون الجلوس  على الكرسي بذم المدرس الذي  يعلمهم ، وكلنا نعلم ان الحياة هي  آكبر مدرسة، وان من يزعجوننا في الحياة هم أكبر مدرسيها


عبدالله عبداللطيف الابراهيم
http://www.facebook.com/profile.php?id=100002123024405
او تابعني علي تويتر
https://twitter.com/#!/boslaeh

No comments:

Post a Comment