Friday, September 16, 2011

شموخ عباءة

بعد إنتهاء رحلتي ، في دولة غنية ، جميلة وراقية ، بقيت ذكرياتي ، أحملها برأسي ، جميلة ملونة ، لم تبرح الأنهار مخيلتي  ولم تفارقني جبالها المعممة بالثلوج, لازمني أحساس ان قدمي تسيران في السفوح الخضراء  وعيني تشاهد البيوت المزينة بالازهار المنسقة على شرفات المنازل ، الجمال يغمرني وقد أبى أن يفارقني في ردهة المطار ، عند بوابة الطائرة فرشت سجادتي أصلي ، فمد النظر الى النساء الجميلات لايورث الا قلقاً أردت أن تذهبه  طمأنينة الصلاة ، ولا يخفى على أحد، كم تهتم النساء بالجمال  ، وكم ينفقن على  الجمال وكم يستشعرن الجمال ، المطار تملئه  الالوان ، والمساحيق ، والأجساد .
في كرسي الانتظار رفعت رأسي أنظر الى سواد مر أمامي ،فإذا هي  إمرأة منقبة في عباءة سوداء ، لم ترفع أنظارها ، لم تبادل الرجال نظرة بنظرة ، تنظر الى موضع سيرها، وقفت بين الجموع ، تنتظر الطائرة.
أحسست بهيبة السواد وعظمة الحشمة وعزة الاسلام ، وشموخ العباءة.



عبدالله عبداللطيف الابراهيم

http://www.facebook.com/profile.php?id=100002123024405
او تابعني علي تويتر
https://twitter.com/#!/boslaeh



Monday, September 12, 2011

بيوتنا الخشبية

الانسان هو نجار أفكاره , يقطع هذه الفكرة , يصنفر هذه الفكرة , يوصل هاتين الفكرتين ثم يبني  بيتا من أفكاره ليعيش فيه , نتحاور مع الاخرين فيزوروا بيتنا ويشاهدوا بناءنا وبالتأكيد لن تتشابه البيوت ولن تتطابق , فهل نصلح بناء بنيناه أم ننتقد بناء بنوه؟ . 
أن طبيعة النفس تمييل للقرار الاقل تكلفة , فتكلفة الاصلاح باهظه ! , وقد تكون هذه  القطع الخشبية ( الافكار ) موصولة ومتساندة فهل نفكها أم ندعمها بقطع أخرى , يمتنع الكثير عن الفك والتعديل ويلجأ الى انتقاد قطع الاخرين بسبب الرغبه في التفوق على بناء الاخرين و بسبب تكلفة الاصلاح , ولو أعاد أحدنا حساباته لاكتشف أن التعديل هو اقل تكلفة من التدعيم , فالكثير يظل أعواما يدعم أفكاراً خطأ ليثبت صحتها ولو أصلحها لانتقل الي إصلاح غيرها.


عبدالله عبداللطيف الابراهيم
http://www.facebook.com/profile.php?id=100002123024405
او تابعني علي تويتر
https://twitter.com/#!/boslaeh

Saturday, September 10, 2011

المثلث


اليوم زرت المقابر، رأيت الجمال ورأيت الحب ولم أري المتعة
رأيت جمال الايمان فالكل مؤمن أن  اسفل القبر هناك حقيقة ، وجمال التساوي  - فلا احد خير من أحد ولا قبر أكبر من قبر، وجمال الهيبة فلا صوت يعلو ولا آحد يغضب فالخطب آعظم ، ورأيت جمال العظة ، فالموعظة قائمة ، والناس تصغي وتفكر. رأيت جمال العظمة ، فالموت عظيم، وهو باب الدخول علي العظيم وتوجب أن يكون باب الدخول عليه عظيم، رأيت جمال الانكسار فلم ألحظ تعالي الخلق فالكل منكسر ، والرؤوس مطأطأة.
رأيت الحب الخالص في المقابر ، فهنا غصن شجرة على قبروهنا سعفة نخلة ، وهنا جرة ماء ، حب لا ينتظر رده بالمثل ولا يرجو المحب من محبوبه مقابل ، حب الاحياء للاموات ، حب يعجز العقل ان يسبر أغواره .
بحثت المتعة هناك فلم أجدها وكنت ابحث عنها لاقفل بها مثلث فلسفتي بالحياة ( حب ، جمال ، متعة ) فلم تري عيناي المتعة الا أن أيماني بها يثبتها فهي موجودة خلف هذا القشرة لكنها مخصوصة لمن طلبها ووفق لها .



عبدالله عبداللطيف الابراهيم

http://www.facebook.com/profile.php?id=100002123024405
او تابعني علي تويتر
https://twitter.com/#!/boslaeh