Wednesday, August 10, 2011

أصلح أولوياتك تنصلح أحوالك

كان محمد ذاهب  ليلبي   طلبات اطفاله ، أتاه أتصال ، إنها أمه لتطلب منه شراء خبزاً، فاعتذر بعدها اتصلت أمه على  أخيه فوجدته  في فراشه متهيأ لقيلولة ، ثم آتصلت على الثالث فابتدئها قائلا ليس عندي شيئ مهم، بالرغم انه أكثرهم انشغالا وأحضر لها الخبز، بالرغم من ان الاخوان الثلاثة لم يعدّوا قائمة باولوياتهم في الحياة الا انها بكل  تاكيد موجودة
و قائمة الاولويات هي القائمة التي  نقوم بترتيبها في حياتنا حسب رغباتنا ثم تقوم بترتيبنا حسب  رغباتها ، وهي  القائمة التي  نقوم بإعدادها في ايام ثم تقوم باعدانا لعشرات السنوات ، لذلك يجب  اعادة النظر قبل اعتمادها ، ليس هذا فحسب بل أن  أهمية هذه القائمة تتلخص بانها محور الحياة ، فالحياة  تدور حولها ، فالحياة لعبة كراسي متكررة ، تدور حول  مفهوم التضحية والتضحية المقصودة هي  التضحية باحد الاولويات ،فعندما اتصلت ام محمد على ابنها محمد كانت أمه في أولوياته أقل  من أبناءه، أما الابن الثاني  كانت راحته أعلى من خبز أمه ووكلاهما أختارالتضحية  في طلب أمه بدلا من راحته لسبب بسيط انها اهم لديه و بكل  تاكيد أن لكل  منهما أعذار ،
لأن الله هو علام الغيوب ، ولأنه خبير ولانه عليم فأنه سبحانه يرى أولوياتنا ، ويعلم ترتيبنا ، ويعلم في أي منزلة أنزلناه منها، تبارك وتعالى ، فالام أعظم ما أوصانا به فمن يعظم الله في قلبه يجعلها  أولا في أولوياته ، ومنهم من يعظمه قولا الا أن التضحية باولوياته الاخرى أمر ليس له وجود  في حياته ، كأن يضحي بمال  فيه شبهة من أجل الله .
وتدور لعبة الكراسي  في  حياتنا من أول ما نصبح ، فلا نجد موقف سيارة امام دارنا فتكون نتيجة لعبة الكراسي هو جلوس راحتنا على الكرسي  وخروج حق الجار من اللعبة ، و نتضايق من كلمه فيجلس الانتقام ونرد ، ويخرج من لعبة الكراسي الحلم ،  ونبيع أمرا ما فيجلس الربح العاجل المخلوط بشبهة كذب أو عدم توضيح خلل المبيع ويخرج من اللعبة المال الحلال
وقد ظللت لاعوام أراقب  كثير من الناس كيف  يرتبون أولوياتهم وما هو شكل هذه القائمة وقد وجدت العجب العجاب ، وجدت أن أغلب الناس  يجلس على رأس هذه القائمة المال ،واختلفوا في الباقي فبعضهم تركواالترتيب  الثاني  والثالث  الى العشرين فارغا وفي المنزلة الواحد والعشرين تجد الله - سبحانه وتعالى  وبعضهم تجد الله بعد الراحة ، والاصحاب ،والزوجة والاولاد ، ولم يعلموا انه الله يرى؟! ويعلم ! ، وذلك بسبب ضعف الايمان بالله فلو آمن بالله وقوى ايمانه لتغيرت أولوياته
أدهشني احد الصالحين بأيمانه الراسخ عندما تصدق  بكل  ماله ، ولم يترك لاولاده مالا ،فسأل عن ذلك فأجاب أنني  أدخرت مالي عند ربي وأدخرت ربي لاولادي ، فمن أصلح آولوياته وجعل الله أولا أصلح الله حياته


عبدالله عبداللطيف الابراهيم
http://www.facebook.com/profile.php?id=100002123024405 https://twitter.com/#!/boslaeh

1 comment:

  1. مقال رائع .. أصلح الله لنا الحال والأولويات جميعاً .. شكراً لك

    ReplyDelete